@ 184 @ ( ^ نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ( 66 ) ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) * * * * .
أي بردت . .
وقوله : ( ^ من بين فرث ودم ) الفرث هو ما يحصل في الكرش من الثقل ، ويقال : إن العلف الذي تأكله الدابة يتغير في الكرش فيتحول لبنا وفرثا ودما فأعلاه دم ، وأوسطه لبن ، وأسفله فرث ، ثم يميز الله تعالى بينهما ، فيجري كل واحد منهما في مجراه على حدة ، ( فيجعل ) اللبن في الضرع ، ويجعل الدم في العروق ، ويبقى الفرث في الكرش ، فهذا معنى قوله : ( ^ من بين فرث ودم ) . .
وقوله : ( ^ لبنا خالصا ) أي : ليس عليه لون الدم ولا رائحة الفرث . وقوله : ( ^ سائغا ) السائغ : ما يجري في الحلق على السهولة ، وفي بعض الأخبار : ما غص أحد بلبن ؛ لقوله : ( ^ سائغا ) . وقوله : ( ^ للشاربين ) ظاهر المعنى . .
قوله : ( ^ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ) اختلفوا في السكر ، فالمروي عن ابن عباس : أن السكر ما حرم من الثمر ، والرزق الحسن ما حل من الثمر ، وعن مجاهد وقتادة وإبراهيم النخعي والشعبي : أن الآية منسوخة ، وهذا قبل تحريم الخمر ثم حرمت . .
وروي عن الشعبي أنه قال : السكر هو النبيذ ، والرزق الحسن هو التمر والزبيب ، وهذا قول من يبيح ( النبيذ ) ، وأما على قول ابن عباس فالمراد من الآية هو الإخبار عنهم ، لا الإحلال لهم ، وأولى الأقاويل أن قوله : ( ^ تتخذون منه سكرا ) منسوخ . .
وفي بعض المسانيد أن النبي قال : ' لكم من العنب خمسة حلال : العصير ، والزبيب ، والخل ، والرب ، وأن تأكلوه عنبا ' والله أعلم بصحته . وقال الشاعر في