@ 127 @ ( ^ قطران وتغشى وجوههم النار ( 50 ) ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب ( 51 ) هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ( 52 ) ) * * * * .
وقوله : ( ^ سرابيلهم من قطران ) أي : قميصهم من قطران ، والقطران ما تهنأ به الإبل ، وقرأ ابن عباس وعكرمة : ' من قطرآن ' أي : من صفر مذاب ، ( قال ) : انتهى حره . وقيل : من نحاس مذاب قد انتهى حره . قال أهل المعاني : وإنما ذكر أن قميصهم من قطران ؛ لأن النار إليه أسرع اشتعالا . .
وقوله : ( ^ وتغشى وجوههم النار ) معناه : وتعلو وجوههم النار ، وقيل : تصلى . .
وقوله : ( ^ ليجزي الله كل نفس بما كسبت ) يعني : ما كسبت من خير وشر . .
وقوله : ( ^ إن الله سريع الحساب ) معناه : سريع المجازاة ، وحقيقة الحساب إحصاء ما عمله الإنسان من خير أو شر ليجازي عليه . .
قوله تعالى : ( ^ هذا بلاغ للناس ) يعني : هذا القرآن ، وهذا الذي أنزلته عليك بلاغ للناس ، أي : فيه تبليغ للناس . قوله : ( ^ ولينذروا به ) أي : [ و ] ليخوفوا به . .
وقوله : ( ^ وليعلموا أنما هو إله واحد ) أي : ليستدلوا بهذه الآيات على وحدانية الله تعالى . .
وقوله : ( ^ وليذكر أولو الألباب ) معناه : وليتعظ أولو الألباب - أي أولو العقول - ، وفي بعض التفاسير : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه . والله أعلم .