ومن المتشابه الروح في قوله تعالى ويسألونك عن الروح الإسراء 85 وقوله فإذا سويته ونفخت فيه من روحي الحجر 29 وقوله فنفخنا فيها من روحنا الأنبياء 91 وقوله وروح منه النساء 171 .
قال الإمام الفخر المختار أنهم سألوه عن الروح الذي هو سبب الحياة وإن الجواب وقع على أحسن الوجوه وبيانه أن السؤال عن الروح يحتمل أن يكون عن الماهية وهل هي متحيزة أم لا وهل هي حالة في متحيز أم لا وهل هي قديمة أو حادثة وهل تبقى بعد انفصالها من الجسد أو تفنى وما حقيقة تعذيبها وتنعيهما وغير ذلك إلا أن الأظهر أنهم سألوه عن الماهية وهل الروح قديمة أو حادثة .
وقال أبو حيان والظاهر أنهم سألوا عن ماهيتها وحقيقتها وقيل عن كيفية مدخلها الجسد الحيواني وانبعاثها فيه وصورة ملابستها له وكلاهما مشكل لا يعلمه إلا الله تعالى انتهى .
وقوله تعالى قل الروح من أمر ربي الإسراء 85 أي من خلق ربي أو من فعل ربي إذ الأمر بمعنى الفعل وارد قال سبحانه وما أمر فرعون برشيد هود 97 أي فعله والجواب وقع من قبيل صرف الأهم أي إن عقولكم لا تدرك هذا فإن له مقدمات طبيعية تدق عن الأفهام وتقصر دونها الأوهام لكن الأهم أن تعلموا أن الروح من عالم الأمر أي الخلق