- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ اجتنبوا السبع الموبقات فذكرمنهم : وأكل الربا وأكل مال اليتيم ] ] الحديث . الموبقات : المهلكات . وروى الشيخان مرفوعا : [ [ رأيت الليلة رجلين أتياني وأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى أتينا على نهر فيه رجل قائم وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمي الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فذكر الحديث إلى أن قال : فقلت ؟ ما هذا الرجل الذي رأيته في النهر ؟ فقال : آكل الربا ] ] . وروى مسلم والنسائي وأبو داود وغيرهم مرفوعا : [ [ لعن رسول الله A آكل الربا وموكله ] ] وزاد ابن حبان وغيره : [ [ وشاهديه وكاتبه وقال هم سواء ] ] . وفي رواية الإمام أحمد وأبي يعلي وابن خزيمة وابن حبان عن ابن مسعود قال : [ [ آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتباه إذا علموا به ملعونون على لسان محمد A ] ] . وروى الحاكم والبيهقي مرفوعا : [ [ الربا ثلاث وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ] ] . وروى الطبراني مرفوعا عن عبدالله بن سلام : [ [ الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاث وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام ] ] . وقيل إنه مرفوع . وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا : [ [ إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ] ] وفي رواية : [ [ عقاب الله ] ] . وروى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما : قال رسول الله A رأيت ليلة أسرى بي وأنا في السماء السابعة رعدا وبرقا وصواعق فذكر الحديث إلى أن قال : فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا . وروى الطبراني والأصبهاني مرفوعا : [ [ من أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } ] ] . وروى أبو داود وابن ماجه مرفوعا : [ [ ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره ] ] . وروى الإمام أحمد مرفوعا : [ [ والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم وأكلهم الربا ] ] الحديث . والله تعالى أعلم .
- ( اخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن لا نأكل من طعام من يعامل الناس بالربا والحيلة إلا لضرورة شرعية كأن لم نجد شيئا نسد به الرمق أو ترتب على ذلك مصلحة دينية ترجح على تركه وهذا العهد قد كثر خيانة الناس له حتى لا يكاد يسلم منه تاجر ولا عالم ؟ ؟ فصاروا يعملون الحيلة في الربا ويكتبون ذلك في محاكم القضاة ويعترف أحدهم ويدعى الآخر بما ليس له بحق ثم يصير المرابي يطالب المرابي اسم مفعول فإن لم يعطه ما اتفق معه عليه يعترف له بزيادة على ذلك ثم يكتبونها كذلك فلا يزالون كذلك حتى تصير المائة دينار أكثر من ألف دينار ثم يمحق الله مال الجميع . فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ صادق يسلك به الطريق حتى يدخله حضرات القناعة وحضرة الزهد في الدنيا وتصير نفسه تقنع بالخبز الحاف اليابس من غير إدام ويلبس الحصر بدل الثياب ومن لم يسلك فمن لازمه محبة الدنيا غالبا وعدم صبره عن شهواتها فكلما طلبت نفسه شهوة تحمل الدين لأجلها ورضي بالربا له وعليه . وكان سفيان الثوري C تعالى يقول : والله لو أجبت نفسي إلى كل ما تطلب مني لخفت أن أكون شرطيا أو مكاسا . فاسلك يا أخي كما ذكرنا لتخلص من ورطة الربا والوقوع فيه والله يتولى هداك