- روى الترمذي والحاكم : [ [ إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب ] ] . وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة مرفوعا : [ [ عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد . وعرضت على ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها ] ] . وروى أبو داود مرفوعا : [ [ ما من امرء يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم ] ] . قال الخطابي والأجذم هو المقطوع اليد ومعناه أنه يلقى الله خالي اليدين من الخير كني باليد عما تحويه اليد وقال بعضهم معناه لا حجة له . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن لا نتهاون بعدم تلاوة القرآن في كل يوم ولو خمسة أحزاب خوفا من نسيانه وهذا العهد يقع في خيانته كثير من طلبة العلم ومتصوفة الزمان فيشتغلون بالعلم وقراءة الأوراد ويهجرون تلاوة القرآن حتى يمتنع حفظهم له وربما نسوه ويزعمون أن ما هم فيه أفضل . فاعلم أنه يجب تعاهد القرآن وقراءته بالتدبر لأنه قوت القلوب . وقياس القرآن أنه يجب تعاهد كتب الفقه الشرعية وآلاتها كل قليل إذا كان تقدم للعبد حفظها عن ظهر قلب خوفا أن تنسى إذ هي كأنها تفسير للكتاب والسنة وتبيين لما أبهم وأجمل فيهما وإن لم يلحق في التعظيم بالقرآن . وقد وقع لسيدي الشيخ أبي المواهب الشاذلي أنه اشتغل بالأوراد وهجر القرآن فرأى رسول الله A وعاتبه في ذلك وقال تترك تلاوة كتاب الله لأجل وريداتك فكان الشيخ أبو المواهب بعد ذلك يقرأ كل يوم خمسة أحزاب بتدبر إلى أن مات . والله تعالى أعلم