- روى الترمذي والبيهقي وغيرهما : [ [ من ملك زادا أو راحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك أن الله تعالى يقول : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ] ] . وفي رواية البيهقي مرفوعا : [ [ من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ] ] . وروى ابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا : [ [ يقول الله D إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمرحوم ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن لا نتهاون بترك حج الفرض مع الاستطاعة ولو خفنا أن أحدا يسعى في إخراج أنظارنا عنا أو تدريسنا وخطابتنا أو غير ذلك بل نخرج إلى حجة الإسلام ولو فاتتنا الدنيا بحذافيرها فإذا قضينا حجة الإسلام فلنا ترك حج التطوع إذ خفنا ما ذكر لأن تحصيل ما به قوام معايشنا من الوظائف المذكورة أولى من حج التطوع مع الحاجة إذا رجعنا إلى أوطاننا وهذا العهد يخل به كثير من الناس مع القدرة فيكون عنده من الأمتعة والكتب ما يفضل على مؤونة حجه ذاهبا وراجعا بل يكفيه نفقة سنة أو سنتين بعد الحج .
ويترك حجة الإسلام ويحتج بخوف السعي على وظائفه والإنسان على نفسه بصيرة وقد قال تعالى : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا } . يعني أنهم يأتونك مشاة ولا ينتظرون حصول شيء يركبونه تعظيما وخوفا من تأخير أمر الله D . وقد بلغنا أن الخليل عليه السلام لما أمره الله تعالى بالختان لم ينتظر الموسى بل بادر بأذن القدوم يعني الفأس فاختتن بها فقيل له يا خليل الله هلا طلبت الموسى فقال إن تأخير أمر الله شديد . ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ صادق يرقيه في درجات التعظيم لله تعالى حتى يصير فوات الدنيا في جنب طاعة الله كفوات ذرة من التراب وفوات ذرة من طاعة الله تعالى أصعب عليه من فوات الدنيا بحذافيرها لو كانت في يده ومن لم يسلك الطريق كما ذكرنا فمن لازمه غالبا تقديم أهوية نفسه على مرضاة ربه . { والله غفور رحيم }