- وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ] ] . وفي رواية للنسائي مرفوعا : [ [ إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري ] ] . وروى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعا : [ [ إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) ألا نناجي قط الحق تعالى في صلاة أو قراءة حال النعاس وذلك أن من الأدب في خطاب الأكابر أن يكون بكل عضو وذلك لا يكون إلا مع حضور القلب وحضور القلب لا يكون إلا مع اليقظة فمن خاطب الحق تعالى حال النعاس واشتغال القلب بغير الله فقد أساء الأدب . وفي كلام سيدي عن بن الفارض C تعالى : .
إذا ما بدت ليلي فكلي أعين ... وإن هي ناجتني فكلي مسامع .
وبالجملة فلا تعرف يا أخي أدب مخاطبة الحق تعالى إلا إن سلكت على يد شيخ صادق وتحتاج إلى صبر شديد وزمن طويل . وقد قال أئمة الطريق عليكم بالإخلاص في الأعمال فإنه يوصلكم إلى الجنة وعليكم بالأدب مع الله تعالى في عباداتكم فإن ذلك يوصلكم إلى دخول حضرة الله تعالى وتكونون إخوان النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . فإن هؤلاء هم أصحاب المراتب في الأدب مع الله تعالى فتشاهدون أقوالهم وأفعالهم وتتعلمون من آدابهم وما دمتم لم تدخلوا حضرة الله تعالى فأنتم في حضرة الشيطان . فاعلم أن من الأدب مع الله تعالى إذا حضر أوان النعاس أن يسكت العبد ويأخذ في المراقبة من غير تلفظ بشيء .
والله عليم حكيم