قال العذول لم اعتزلت عن الورى وأقمت نفسك في المقام الأوهن .
ناديت طالب راحة فأجابني أتعبتها بطلاب ما لم يمكن .
وقال آخر : .
ومن رام في الدنيا حياة سليمة من الهم والأكدار رام محالا .
فينبغي للمريد أن يوطن نفسه على المحن فإنه لا يتحرك من قلبه عند نزولها به ما سكن . على حد ما قيل : .
يمثل ذو اللب في لبه شدائده قبل أن تنزلا .
فإن نزلت بغتة لم يرع لما كان في نفسه مثلا .
رأى الأمر يفضي إلى آخر فصير أخره أولا .
وذو الجهل يأمن أيامه وينسى مصارع من قد خلا .
فإن دهمته صروف الزمان ببعض مصائبه أعولا .
ولو قدم الحزم في نفسه لعلمه الصبر عند البلا .
( 25 ) ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك .
أي ما تعسر مطلب من مطالب الدنيا والآخرة أنت طالبه بربك أي بالاعتماد عليه والتوسل إليه . فمتى أنزلت حوائجك به فقد تمسكت بأقوى سبب وفزت بقضائها من أفضاله بغير تعب . { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ( 3 ) الطلاق ومعنى قوله : ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك أنك لو اعتمدت - أيها المريد - على حولك وقوتك تعسرت عليك المطالب ولم تتحصل على بغيتك