فإن أقامك عظيم المنة في عمل موافق للسنة .
فهو مقامك الذي يليق بك فلا ترُم خلافه بشهوتك .
لو شاء ربنا العظيم المالك ومن له التصريف في الممالك .
لكنت في المطلوب من غير طلب فارض بحكم الله الزم الأدب .
وأن أقامك هواء الطبع في عمل مخالف للشرع .
فبادر الخروج لا تماطل واقطع بسيف العزم كل حائل .
( 20 ) ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة : الذي تطلب أمامك ولا تبرجت له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها : { إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } ( 102 ) البقرة .
أي ما قصد سالك أي سائر إلى الله تعالى أن يقف بهمته عندما كشف لها من الأنوار والأسرار في أثناء السير ظناً منه أنه وصل إلى النهاية في المعرفة إلا ونادته هواتف الحقيقة جمع هاتف وهو ما يُسمع صوته ولا يرى شخصه . أي قالت له بلسان الحال : الذي تطلب أمامك فلا تقف .
وما ألطف قول أبي الحسن التستري في هذا المعنى : .
ولا تلتفت في السير غيراً فكل ما سوى الله غيرٌ فاتخذ ذكره حصنا .
وكل مقام لا تقم فيه إنه حجاب فجُدَّ السر واستنجد العونا