الانتقال عنها بنفسه وأراد أن يحدث غير ما أظهره الله تعالى فقد بلغ غاية الجهل بربه وأساء الأدب في حضرته .
( 18 ) إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس .
أي إحالتك - أيها المريد - الأعمال الصالحة على وجود الفراغ من أشغال الدنيا تعد من رعونات النفس أي حماقتها لما في ذلك من إيثار الدنيا على الآخرة وأشغال الدنيا لا تنقضي .
فما قضى أحد منها لُبانته ولا انتهى أرب إلا إلى أرَب .
وقال آخر : .
نروح ونغدو لحاجاتنا وحاجات من عاش لا تنقضي .
وقد قالوا : الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك . وفي الحديث : " ما من يوم إلا وهو ينادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة " .
( 19 ) لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج .
أي لا تطلب - أيها المريد - من الله تعالى أن يخرجك من حالة موافقة للشرع دنيوية أو دينية لتوهمك أن غيرها أرقى منها لأنه تخيير على مولاك ولا خِيَرَةَ لك في ذاك . فلو أرادك أي جعلك من أهل إرادته وخاصته لاستعملك استعمالاً محبوباً عنده من غير إخراج من الحالة التي أنت عليها . وأما لو كانت الحالة غير موافقة للشرع فإنه يجب عليك المبادرة وطلب الإخراج منها والانتقال إلى غيرها . كما قال بعض الأكابر :