( 26 ) إلهي أخرجني من ذل نفسي وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي .
أي أخرجني يا الله من ذل نفسي لغيرك بالطمع والحرص وطهرني من شكي الذي هو ضيق الصدر عند إحساس النفس بأمر مكروه يصيبها فإذا ضاق الصدر أظلم القلب وكثر الحزن والهم والطهارة منه تكون بحصول ضده وهو اليقين وبقدر ما يصيب القلب من نور اليقين يكون انشراحه وفرحه بالله تعالى . وفي الحديث : " أن الله تعالى بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط " والشرك تعلق القلب بالأسباب عند غفلته عن المسبب والطهارة منه تكون بوجود ضده وهو نور التوحيد وكل من قوي نور التوحيد في قلبه كان خلاصه من الشرك أكثر فتضمحل عنده الأسباب ويكون تعلقه بمسبب الأسباب . والرمس - بفتح الراء المشددة وسكون الميم - القبر .
( بك أستنصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلين وإياك أسأل فلا تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني ) .
أي بك يا منان أطلب النصر على نفسي والهوى والشيطان فانصرني يا نعم المولى ويا نعم النصير فإني عاجز ضعيف وأنت القوي القدير وعليك أتوكل أي أعتمد وإليك أنيب فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك يا نعم المجيب وإنما قال : فلا تكلني بعد قوله : وعليك أتوكل مع أن من توكل على الله لا يكله لقوله تعالى : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ( 3 ) الطلاق