( 22 ) إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفى عليك منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .
بمثل هذا الدعاء يرجى جزيل العطاء فإن مع الذلة تكون النصرة قال تعالى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } ( 123 ) آل عمران فمن تذلل بين يدي مولاه أي قدرته وإرادته أمده بجنود عزته وما ألطف قول بعضهم : .
وما رمت الدخول عليه حتى حللت محلة العبد الذليل .
وأغضيت الجفون على قذاها وصنت النفس عن قال وقيل .
وذل العبد للمولى غناه وغايته إلى العز الطويل .
ثم إن مطلب العارفين - منه لا من غيره - الوصول إليه والاستدلال به عليه إذ لا وصول إلى معرفته سبحانه إلا بتعريفه فلذا سأل ذلك المصنف بقوله : منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بنورك أي نور الإيمان واليقين إليك أي إلى معرفتك وأقمني بصدق العبودية أي بالعبودية الصادقة بين يديك بأن أكون حاضر القلب معك وأنا في غاية التذلل والخضوع لك ظاهري كباطني .
( 23 ) إلهي علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون .
أي من علمك اللدني الذي اختزنته عندك لخاصة أوليائك كما قلت في كتابك العزيز في حق الخضر عليه السلام : { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } ( 65 ) الكهف . قال أبو بكر الواسطي في قوله تعالى : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ( 7 ) آل عمران : هم الذين