( 11 ) ادْفِنْ وجودَك في أرضِ الخمولِ فما نَبَتَ مما لم يُدْفَنْ لا يَتِمُّ نَتَاجُه .
أي ادفن - أيها المريد - نفسك أي شهرتها في الخمول الذي هو كالأرض للميت في التغطية التامة بأن لا تتعاطى أسباب الشهرة . فإن الخمول مما يعين على الإخلاص بخلاف حب الظهور فإنه من جملة القواطع القاصمة للظهور . فما نبت من الحَب مما لم يدفن في الأرض لا يتم نتاجه بل يخرج مصفراً . وكذلك أنت - أيها المريد - إذا تعاطيت أسباب الشهرة في بدايتك قل أن تفلح في نهايتك . ومن ثَمَّ قال رجل لبشر بن الحارث : أوصني فقال : أخمل ذكرك وأطب مطعمك . وقال بعضهم : لا تصلح طريقتنا هذه إلا لأقوام كُنست بأرواحهم المزابل . وقال إبراهيم بن أدهم : ما صدق الله من أحب الشهرة . ولله در القائل :