( 100 ) خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك وترد فيه إلى وجود ذِلتك .
أي خير أوقاتك - أيها المريد - وقت تشهد فيه وجود فقرك إلى مولاك وترد فيه إلى وجود ذِلتك - بكسر الذال المعجمة - أي : تذللك بين يدي الملك المجيد . كما سيقول المصنف : أوقات الفاقات أعياد المريدين . بخلاف الوقت الذي يشهد فيه غناه وعزه فإنه شر الأوقات لوجود الحجب المانعة من الوصول إلى رب البريات . وما ألطف قول بعضهم : .
بنى الله للأحباب بيتاً سماؤه هموم وأحزان وحيطانه الضر .
وأدخلهم فيه وأغلق بابه وقال لهم مفتاح بابكم الصبر .
( 101 ) متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به .
أي متى أوحشك الله من خلقه بأن نفّر قلبك من الاستئناس بهم فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به لتصير له وحده . ومتى فتح لك هذا الباب صيّرك من الأحباب وآنسك بالخطاب . فاترك الأغيار في مرضاة العزيز الوهاب .
( 102 ) متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك .
أي متى حل مولاك عقدة لسانك التي أوجبها الاستغناء بالأغيار وعدم رؤية الفاقة والافتقار بأن أشهدك فقرك وفاقتك حتى دعوته بلسان الاضطرار فاعلم أنه يريد أن يعطيك لصدق الوعد بإجابة دعاء المضطر لا سيما في الأسحار . وما ألطف قول بعض العارفين : .
لو لم ترد نيل ما أرجوه من طلب من فيض جودك ما ألهمتني الطلبا .
وفي الحديث : " من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة " . واعلم أن الإجابة