والذي قبله تقدير سابق على وجوده لكن بعد خلق السموات والأرض والذي قبله تقدير سابق على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكل واحد من هذه التقادير كالتفصيل من التقدير السابق وفي ذلك دليل على كمال علم الرب وقدرته وحكمته وزيادة تعريفه الملائكة وعباده المؤمنين بنفسه وأسمائه ثم قال فاتفقت هذه الأحاديث ونظائرها على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الإتكال عليه بل يوجب الجد والإجتهاد ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ما كنت بأشد اجتهادا مني الآن وقال أبو عثمان النهدي لسلمان لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره وذلك لأنه إذا كان قد سبق له من الله سابقة وهيأه ويسره للوصول إليها كان فرحه بالسابقة التى سبقت له من الله أعظم من فرحه بالأسباب التي تأتي بعدها