فأخبر الشيخ فأتاه فلما أراد أن ينهض استجلسه فقعد فقال له ابن جعفر ما فعل حب فلانة فقال سيط به لحمى ودمي وعصبي ومخي وعظامي قال فتعرفها إن رأيتها قال وأعرف عيرها قال فإني قد اشتريتها ووالله ما نظرت إليها .
وأمر بها فأخرجت فزفت في الحلى والحلل فقال أهي هذه قال نعم بأبي أنت وأمي قال فخذ بيدها فقد جعلها الله لك أرضيت قال إي والله بأبي أنت وأمي وفوق الرضا فقال له ابن جعفر ولكني والله لا أرضى أن أعطيكها صفرا احمل معه يا غلام مائة ألف درهم كيلا يهتم بمؤونتها .
قال فراح بها وبالمال .
أخبرنا محمد بن ناصر قال أنبأنا طلحة بن محمد العاقولي قال أنبأنا أبو محمد الجوهري قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة قال حدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو عثمان المازني عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال كان بالحجاز رجل له ابنة جميلة فهويها ابن عم لها فبذل لأبيها أربعة آلاف درهم فأبى أن يزوجها منه فأجدبت الجارية وانقرض مال الرجل فتحول أبو الجارية بأهله من الشام فكثر خطابها فبلغ ذلك ابن عمها فصار إلى أبيها فشكى إليه فقال له قد كنت بذلت أربعة آلاف درهم فأعطيناها فهي أحب إلينا من قرابتك قال أجلني شهرا ولم يكن للأعرابي إلا ناقة فركبها ولحق بعبد الملك بن مروان فأصيب بناقته فحمل الحلس والقتب على عنقه ودخل على عبد الملك بن مروان فلما وضع الحلس والقتب بين يديه أنشأ يقول .
ماذا يقول أمير المؤمنين لمن ... أدلى إليه بلا قرب ولا نسب .
مدله عقله من حب جارية ... موصوفة بكمال الدل والأدب .
خطبتها إذ رأيت الناس قد لهجوا ... بذكرها والهوى يدعو إلى العطب .
فقلت لي حسب عال ولي شرف ... قالوا الدراهم خير من ذوي الحسب