قال أحمد وحدنثا إبراهيم بن خالد قال حدثنا رياح قال حدثت عن وهب بن منبه أنه قال إذا سيرت الجبال فسمعت حسيس النار وتغيظها وزفيرها وشهيقها صرخت الجبال كما تصرخ النساء ثم ترجع أوائلها على أواخرها يدق بعضها بعضا .
أخبرنا عبد الله بن محمد البيضاوي قال أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور قال أنبأنا عيسى بن علي قال حدثنا البغوي قال حدثنا داود بن عمرو العتبي قال حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمر قال إن أهون أهل النار عذابا رجل له نعلان من نار وشرا كان من نار أضراسه جمر ومسامعه جمر أشفار عينيه من لهيب النار تخرج أحشاؤه من قدميه وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهي بهم تفور .
وكان بسر الحافي يقول ما ظنكم بأقوام وقفوا بين يدي الله تعالى مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا ولم يشربوا حتى تقطعت أكبادهم من العطش وأجوافهم من الجوع وأعناقهم من التطاول ورجوا الفرج فأمر بهم إلى النار .
فصل فإن قال قائل قد عرفت صحة ما ذكرت كله وعلمت أن لا .
دواء كاليأس وقد عزمت على هجر المحبوب بالكلية وقطعت طمعي منه جزما إلا أنني في قلق لا يسكن وحرقة لا تخبو ولهيب لا يطفأ .
فهل لذلك علاج .
فالجواب أنه إن كان المحبوب مقدورا عليه مباحا كجارية يمكن شراؤها أو امرأة يمكن أن تتزوج فلا دواء لذلك كذلك