كلاب فخرج بها عن الحي وأسكنها في موضعه ذلك وأنه تنكر ورضى أن يكون راعيا لتأتيه ابنة عمه ويراها .
وجعل يشكو إلى صبابته بها وعشقه لها حتى إذا جننا الليل وحان وقت مجيئها جعل يتقلقل ويقوم ويقعد كالمتوقع لها فأبطأت عن الوقت وغلبه الشوق فوثب قائما وأنشأ يقول .
ما بال مية لا تأتي كعادتها ... أهاجها طرب أم صدها شغل .
لكن قلبي لا يلهيه غيركم ... حتى الممات ومالي غيركم أمل .
لا تعلمين الذي بي من فراقكم ... لما اعتللت ولا طابت لك العلل .
روحي فداءك قد هيجت لي سقما ... تكاد من حره الأعضاء تنفصل .
لو أن عادية مني على جبل ... لزال وانهد عن أركانه الجبل .
ثم قال يا أخا بني عذرة مكانك حتى أعود إليك فما أتوهم أن أمر ابنة عمي صحيح .
ثم مضى فما لبث أن أقبل وعلى يده شيء محمول وقد علا شهيقه ونحيبه فقال يا أخا بني عذرة هذه ابنة عمي أرادت أن تأتيني فاعترضها الأسد فأكلها .
ثم وضعها عن يده وقال على رسلك حتى أعود إليك ومضى فأبطأ حتى يئست من رجوعه ثم أقبل ورأس الأسد على يده فجعل ينكث على أسنان الأسد ويقول .
ألا أيها الليث المخل بنفسه ... هبلت لقد جرت يداك لنا حزنا .
وغادرتني فردا وقد كنت آلفا ... وصيرت بطن الأرض ثم لنا سجنا .
أقول لدهر خانني بفراقه ... معاذ إلهي أن أكون له خدنا .
ثم قال يا أخا بني عذرة إنك ستراني بين يديك ميتا فإذا مت فأعمد