فقلت بم صار أقواهم وأوفاهم قالت هوى فكان أهلي إذا جاهر بحبي لأموه وإذا كتمه عنفوه فلما أخذه الأمر قال بيتين من الشعر ولم يزل يرددهما إلى أن مات قلت وما هما قالت قوله .
يقولون إن جاهرت قد عضك الهوى ... وإن لم أبح بالحب قالوا تصبرا .
فما للذي يهوى ويكتم حبه ... من الأمر إلا أن يموت فيعذرا .
والله يا هذا لا أبرح أو يتصل قبرانا .
ثم شهقت شهقة فصاح النساء وقلن قضت والذي أختار لها الوفاة .
فما رأيت أسرع ولا أوحى من أمرها .
أخبرتنا شهدة بنت أحمد قالت أنبأنا أبو محمد بن السراج قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف قال أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين قال حدثنا جعفر بن محمد الصوفي قال أنبأنا أحمد بن محمد الطوسي قال حدثني القاسم بن يزيد قال حدثني محمد بن سلام قال حدثني جلاد بن يزيد الأرقط قال كان عويمر العقيلي مشغوفا بابنة عم له وكان يقال لها ريا فزوجت برجل فحملها إلى بلاده فاشتد وجده واعتل علة وأخذه الهلاس فدعوا له طبيبا لينظر إليه فقال له أخبرني بالذي تجد فرفع عقيرته فقال .
عطفت على أسراركم فكسوتها ... فميصا من الكتمان لا يتخرق .
ولي عبرتان ما يفيقان عبرة ... تفيض وأخرى للصبابة تخنق .
وأكثر حظي منك أني إذا جرت ... لي الريح من تلقائكم أتنشق .
ثم ذهب عقله فما مكث إلا ليالي يسيرة حتى قضى