ثم أطرق فقلت ما شأنه قالوا عاشق جارية لبعض أهله فاعطى بها كل ما يملك وهو سبعمائه دينار فأبوا أن يبيعوها فنزل به ما ترى وفقد عقله .
قال فخرجنا فلبثنا ما شاء الله ثم مات فحضرت جنازته فلما سوى عليه إذا بجارية تسأل عن القبر فدللتها عليه فما زالت تبكي وتأخذ التراب فتجعله في شعرها .
فبينا هي كذلك إد جاء قوم يسعون فأقبلوا عليها ضربا فقالت شأنكم والله لا تنتفعون بي بعده أبدا .
وقد رويت لنا هذه الحكاية أبسط من هذا .
أخبرتنا شهدة بنت أحمد الإبري قالت أنبأنا جعفر بن أحمد المقري قال أنبأنا محمد بن علي بن الفتح قال أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الله إجازة قال حدثنا جعفر الخلدي قال حدثنا ابن مسروق قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا سويد بن سعيد قال سمعت علي بن عاصم يقول قال لي رجل أهل الكوفة من بعض إخواني أريك فتى عاشقا قلت بلى والله فإني أسمع الناس ينكرون العشق وذهاب العقل فيه وإني لأحب رؤيته فعدني يوما أجيء معك فيه .
قال فوعدته يوما فمضينا فأنشأ صاحبي يحدثني عن نسكه وعبادته وما كان فيه من الاجتهاد قلت وبمن هو متعلق قال بجارية لبعض أهله كان يختلف إليهم فوقعت في نفسه فسألهم أن يبيعوها منه فأبوا وبذل لهم جميع ملكه وهو سبعمائة دينار فأبوا عليه ضرارا وحسدا أن يكون مثلها في ملكه .
فلما أبوا عليه بعثت إليه الجارية وكانت تحبه حبا شديدا مرني بأمرك فوالله لأطيعنك ولأنتهين إلى أمرك في كل ما أمرتني به فأرسل إليها عليك بطاعة