فإذا هما ميتان فما برحت حتى صليت عليهما ودفنتهما فسألت عنهما فقيل لي عامر بن غالب وجميلة بنت أميل المزنيان فانصرفت .
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر قالا أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني محمد بن المرزبان قال حدثنا أبو معاذ القيسي قال حدثنا أبو عبد الرحمن بن عائشة قال حدثنا أبو منيع قال حدثنا عبد لآل الحارث بن عبيد قال رأيت شيخا جالسا على هضبة يبكي فقلت له ما يبكيك قال الرحمة لجارية منا كانت تنزل في أقصى بلاد كلب فتزوجها رجل من أهل الكوفة فغلبها الشوق وأضر بها الجوى فأشرفت فوق علية وأنشأت تقول .
لعمري لئن اشرفت أرفع ما أرى ... وكلفت عيني منظرا متعاديا .
وقلت زيادا تؤنسين وأهله ... أم الشوق يدني منك ما ليس دانيا .
وقلت لبطن الجن حين رأيته ... سقى الله أعلاك السحاب الغواديا .
ثم قضت من وقتها في مكانها .
بطن الجن واد .
أخبرتنا شهدة قالت أنبأنا جعفر بن أحمد قال نقلت من خط ابن حيويه عن ابن المرزبان قال أخبرني بعض أصحاب المدائني قال أنبأنا هشام بن محمد بن السائب قال كان بالمدينة رجل من ولد عبد الرحمن بن عوف وكان شاعرا وكان عنده ابنة عم له وكان عاشقا لها مستهترا بها فضاق ضيقة شديدة وأراد المسير إلى هشام إلى الرصافة فمنعه من ذلك ما كان يجد بها وكره فراقها فقالت له يوما وقد بلغ منها الضيق يا بن عم ألا تأتي الخليفة لعل الله تعالى أن يقسم لك