قالت وما هو قال فأنشدتها قوله .
ألا ما للمليحة لم تعدني ... أبخل بالمليحة أم صدود .
فاستعبرت باكية وأنشأت تقول .
عداني ان أزورك يا مناي ... معاشر كلهم واش حسود .
أشاعوا ما علمت من الدواهي ... وعابونا وما فيهم رشيد .
فلما أن ثويت اليوم لحدا ... فكل الناس دورهم لحود .
فلا طابت لي الدنيا فواقا ... ولا لهم ولا أثرى العديد .
ثم شهقت شهقة خرت مغشيا عليها وخرج النساء من البيوت واضطربت ساعة وماتت .
فوالله ما برحت الحي حتى دفنتهما جميعا .
وقد رويت لنا هذه الحكاية من طريق آخر .
فأنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السمسار ويعرف بابن قشيش قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الكاتب قال حدثنا أبو بكر الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد عن أبي عبد الله الزيادي قال قال محمد بن قيس الأبيدي وجهني عامل المدينة إلى يزيد بن عبد الملك وهو خليفة في أمر من أمور الناس وكتب معي كتابا فسرنا حتى إذا خلفنا المدينة على مسيرة ثلاثة أيام إذا أنا برجل على قارعة الطريق حديث السن واضع رأسه في حجر امراة مختمرة قد خلا من نسبها وفيها بقية من جمال والشاب يتململ ويضطرب وكلما تنحى رأسه من حجرها ردت المرأة رأسه في حجرها وأنا على بغلة فسلمت فردت المرأة