أخبرتنا شهدة قالت أنبأنا جعفر بن أحمد قال ذكر أبو عمر بن حيويه ونقلته من خطه أن أبا بكر بن المرزبان حدثهم قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الكوفي قال حدثنا الهيثم بن عدي قال حدثني سعيد بن شيبان عن أبي مسعود الأسلمي عن أبيه قال نشأ فينا غلام يقال له عبد الله ابن علقمة وكان جميلا فهوى جارية من غير فخذه يقال لها حبيشة وكان يأتيها ويتحدث إليها فخرج ذات يوم من عندها ومعه أمه فرأى في طريقه ظبية على رابية فأنشأ يقول .
يا أمتا خبريني غير كاذبة ... وما يريد مسول الخير بالكذب .
حبيش أحسن أم ظبي برابية ... لا بل حبيشة من در ومن ذهب .
ثم انصرف من عندها مرة أخرى فأصابته السماء فأنشأ يقول .
وما أدري إذا أبصرت يوما ... أصوب القطر أحسن أم حبيش .
حبيش والذي خلق الهدايا ... على أن ليس عند حبيش عيش .
فلما كثر ذلك منه وشهر بها قال قومه لأمه إن هذا الغلام تيم وإن أهل هذه المرأة يرغبون بأنفسهم عنكم فانظري جارية من قومك ممن لا تمتنع عليك فزينيها واعرضيها عليه لعله يتعلقها ويسلوا تلك .
ففعلت وحضر نساؤها فجعلوا يعرضون عليه نساء الحي ثم يقولون له يا عبد الله كيف ترى فيقول إنها والله حسناء جملاء .
إلى أن قال قائل هي احسن أم حبيشة فقال مرعى ولا كالسعدان .
فلما يئسوا أن ينصرف عنها قال بعضهم لبعض عليكم بحبيشة وطمعوا أن يأتوا الأمر من قبلها فقالوا والله لئن أتاك فلم تزري به وتتجهميه وتقولي له أنت أبغض الخلق إلي فلا تقربني لنفعلن بك ما يسوؤك