عن عكرمة قال إني لمع ابن عباس عشية عرفة إذا فتية يحملون فتى في كساء معروق الوجه ناحل البدن احلى من رأيت من الفتيان فوضعوه بين يدي ابن عباس فقالوا استشف له يابن عم رسول الله .
فقال وما به فأنشأ الفتى يقول .
بنا من جوى الأحزان والحب لوعة ... تكاد لها نفس الشفيق تذوب .
ولكنما أبقى حشاشة معول ... على ما به عود هناك صليب .
قال وأنشأ الفتى يقول .
وبي لوعة لو تشتكي الصم مثلها ... لفطرت الصم الصلاب فخرت .
ولو قسم الله الذي بي من الجوى ... على كل نفس حظها لألمت .
ولكنما أبقى حشاشة معول ... على ما به صلب النجار فمدت .
قال ثم حمل فخفت فمات في أيديهم .
فقال ابن عباس هذا قتيل الحب لا عقل ولا قود .
قال عكرمة فما رأينا ابن عباس سأل الله في تلك العشية حتى أمسى إلا العافية مما ابتلى به ذلك الفتى .
أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين قال أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور قال أنبأنا أبو طاهر المخلص قال أنبأنا رضوان بن محمد قال أنبأنا أبو عمر العطاردي عن يونس عن ابن إسحاق قال حدثني يعقوب بن عتبة عن الزهري قال حدثني ابن حدرد عن أبيه قال كنت في خيل خالد بن الوليد التي أصاب بها بني جذيمة إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقه