ألا أيها الركب المخبون ويحكم ... بحق نعيتم عروة بن حزام .
فأجابوها .
نعم قد تركناه بأرض بعيدة ... مقيما بها في دكدك وأكام .
فقالت لهم .
فإن كان حقا ما تقولون فاعلموا ... بأن قد نعيتم نور كل ظلام .
فلا لقي الفتيان بعدك لذة ... ولا رجعوا من غيبة بسلام .
ولا وضعت أنثى تماما بمثله ... ولا فرحت من بعده بغلام .
ولا لا بلغتم حيث وجهتم له ... وبغضتم لذات كل طعام .
ثم سألتهم أين دفنوه فأخبروها فسارت إلى قبره فلما قربوا من موضع قبره قالت إني أريد قضاء حاجة فأنزلوها فانسلت إلى قبره فأكبت عليه فما راعهم إلا صوتها فلما سمعوها بادروا إليها فإذا هي ممدودة على القبر قد خرجت نفسها فدفنوها إلى جانبه .
أنبأنا محمد بن عبد الملك قال أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال حدثنا علي ابن أيوب القمي قال حدثنا محمد بن عمران قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد قال حدثني إسحاق بن محمد النخعي قال حدثني معاذ بن يحيى الصنعاني قال خرجت من مكة إلى صنعاء فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم فقلت أين تريدون قالوا نريد ننظر إلى قبر عفراء وعروة فنزلت عن محملي وركبت حماري واتصلت بهم فانتهيت إلى قبرين متلاصقين قد خرج من هذا القبر ساق شجرة ومن هذا ساق شجرة حتى إذا صارا على قامة التقيا فكان الناس يقولون تآلفا في الحياة وفي الموت