إليها وقال لها هبي لي من هذا الجوهر حجرا فقالت لا أم لك وما تصنع أنت بهذا .
فخرج وهو عليها حنق فجاء الوليد فخبره الخبر ووصف له الصندوق الذي رآه دخله فقال له كذبت لا أم لك ثم نهض الوليد مسرعا فدخل إليها وهي في ذلك البيت وفيه صناديق عداد فجاء حتى جلس على ذلك الصندوق الذي وصف له الخادم فقال لها يا أم البنين هبي لي صندوقا من صناديقك هذه فقالت يا أمير المؤمنين هي وأنا لك فقال لا أريد غير هذا الذي تحتي قالت يا أمير المؤمنين إن فيه شيئا من أمور النساء قال ما أريد غيره قالت هو لك فأمر به فحمل ودعا بغلامين فأمرهما بحفر بئر فحفر حتى إذا بلغا الماء وضع فمه على الصندوق وقال أيها الصندوق إنه قد بلغنا عنك شيء فإن كان حقا فقد دفنا خبرك ودرسنا أثرك وإن كان كذبا فما علينا في دفن صندوق من خشب حرج .
ثم أمر به فألقى في الحفرة وأمر بالخادم فقذف في ذلك المكان فوقه وطم عليهما جميعا التراب .
قال فكانت أم البنين توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت يوما مكبوبة على وجهها ميتة .
قلت وقد روى المعافى بن زكريا هذه الحكاية فذكر أن الخليفة كان يزيد ابن عبد الملك .
أخبرتنا شهدة بنت أحمد قالت انبأنا جعفر بن أحمد بن السراج قال أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال حدثنا المعافى بن زكريا قال حدثني أبي قال حدثنا أبو أحمد الختلي قال حدثنا أبو حفص النسائي قال حدثني محمد ابن حيان ابن صدقة عن محمد بن أبي السرى عن هشام بن محمد بن السائب قال