اعلم انه إنما كان جهاد النفس أكبر من جهاد الأعداء لأن النفس محبوبة وما تدعو إليه محبوب لأنها لا تدعو إلا إلى ما تشتهي وموافقة المحبوب في المكروه محبوبة فكيف إذا دعا إلى محبوب .
فإذ عكست الحال وخولف المحبوب فيما يدعو إليه من المحبوب اشتد الجهاد وصعب الأمر بخلاف جهاد الكفار فإن الطباع تحمل على خصومة الأعداء .
وقال ابن المبارك في قوله تعال وجاهدوا في الله حق جهاده قال هو جهاد النفس والهوى .
أخبرنا محمد بن ناصر وعبد الله بن علي قالا أنبأنا طراد قال أنبأنا على ابن بشران قال أنبأنا ابن صفوان قال حدثنا أبو بكر القرشي قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل .
وأخبرنا ابن ناصر قال أنبأنا عبد القادر بن يوسف قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي .
وأخبرنا محمد وعبد الله بن علي قالا أنبأنا ابن العلاف قال أنبأنا عبد الملك ابن بشران قال حدثنا أبو بكر الآجري قال حدثنا بنان بن أحمد قال حدثنا هرون بن عبد الله قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال قال عمر بن الخطاب حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم يوم القيامة وتزينوا للعرض الأكبر يؤمئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية