فوقع قائما على رجليه فلما صار في الأرض قال اللهم إنك إن شئت رزقتني رزقا يغنيني عن بيع هذه القفاف .
قال فارسل الله إليه جرادا من ذهب فأخذ منه حتى ملأ ثوبه .
فلما صار في ثوبه قال اللهم إن كان هذا رزقا رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه وإن كان ينقصني مما لي عندك في الآخرة فلا حاجة لي فيه .
فنودي إن هذا الذي أعطيناك جزء من خمسة وعشرين جزءا لصبرك على القائك نفسك من هذا الجوسق .
فقال اللهم لا حاجة لي فيما ينقصني مما لي عندك في الآخرة .
قال فرفع .
قال ابن المرزبان وحدثني عبد الله بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثني محمد ابن يحيى بن أبي حاتم قال حدثنا جعفر بن أبي جعفر الرازي عن أبي جعفر السائح عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال كان شاب على عهد عمر بن الخطاب ملازما المسجد والعبادة فعشقته جارية فأتته في خلوة فكلمته فحدث نفسه بذلك فشهق شهقة فغشى عليه فجاء عم له فحمله إلى بيته فلما أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام وقل له ما جزاء من خاف مقام ربه فانطلق عمه فأخبر عمر فأتاه عمر وقد شهق الفتى شهقة فمات منها فوقف عليه عمر وقال لك جنتان .
وقد بلغتنا هذه الحكاية على وجه آخر .
فأخبرتنا شهدة بنت أحمد قالت أنبأنا أبو محمد بن السراج قال أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال حدثنا محمد بن أحمد بن فارس قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم الزينبي قال حدثنا أبو بكر محمد بن خلف قال حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني يحيى بن أيوب أن فتى كان يعجب به عمر بن الخطاب فقال عمر إن هذا الفتى ليعجبني