قال حدثنا المفضل بن فضالة عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال كان في الجاهلية أخوان من حي يدعون بني كنة أحدهما متزوج والآخر أعزب فقضى أن المتزوج خرج في بعض ما يخرج الناس فيه وبقي الآخر مع امرأة أخيه .
فخرجت ذات يوم حاسرة فإذا أحسن الناس وجها وأحسن الناس شعرا فلما علمت أن قد رآها ولولت وصاحت وقالت بمعصمها فغطت وجهها فزاده ذلك فتنة فحمل الشوق على بدنه حتى لم يبق إلا رأسه وعيناه يدوران في رأسه .
وقدم الأخ فقال يا أخي ما الذي أرى بك فاعتل عليه فقال الشوصة قال الشوصة تسميها العرب اللوى وذات الجنب فقال له ابن عم له لا تكذبنه ابعث إلى الحارث بن كلدة فإنه من أطب العرب فجيء به فلمس عروقه فإذا ساكنها ساكن وضاربها ضارب فقال ما بأخيك إلا العشق فقال سبحان الله تقول هذا لرجل ميت قال هو ذاك هل عندكم شيء من شراب فجيء به ودعا بمسعط فصب فيه وحل صرة من صرارة فذر فيه ثم سقاه ثم سقاه الثانية ثم سقاه الثالثة فانتشى يغني سكرا فقال .
ألما بي على الأبيات ... من خيف أزرهنه .
غزالا ما رأيت اليوم ... في دور بني كنه .
غزال أحور العين ... وفي منطقه غنه .
فقال الرجل دور قومنا فليت شعري من