الباب التاسع والعشرون في التحذير من العقوبات .
اعلم أن العقوبة تختلف فتارة تتعجل وتارة تتأخر وتارة يظهر أثرها وتارة يخفى .
وأطرف العقوبات مالا يحس بها المعاقب وأشدها العقوبة بسلب الايمان والمعرفة ودون ذلك موت القلوب ومحو لذة المناجاة منه وقوة الحرص على الذنب ونسيان القرآن وإهمال الإستغفار ونحو ذلك مما ضرره في الدين .
وربما دبت العقوبة في الباطن دبيب الظلمة إلى أن يمتلىء أفق القلب فتعمى البصيرة .
وأهون العقوبة ماكان واقعا بالبدن في الدنيا وربما كانت عقوبة النظر في البصر فمن عرف لنفسه من الذنوب ما يوجب العقاب فليبادر نزول العقوبة بالتوبة الصادقة عساه يرد ما يرد .
أخبرنا ابن ناصر قال أنبأنا أحمد بن علي بن سوار قال أنبأنا أحمد بن محمد الجندي قال أنبأنا عبد الله بن سليمان قال حدثنا سلمة بن شبيب4 قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال قال رسول الله A البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا ينام فكن كما شئت كما تدين تدان .
أخبرنا أحمد بن أحمد المتوكلي قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا علي