وهؤلاء الذين استشهد بهم وهو معهم فقهاء المدينة السبعة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وخارجة بن زيد بن ثابت .
أخبرنا المبارك بن علي قال أنبأنا علي بن محمد بن العلاف قال حدثنا عبد الملك بن بشران قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي قال حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي قال حدثنا المبرد قال حدثنا هشام عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال حج عبد الملك بن مروان وحج معه خالد بن يزيد بن معاوية وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم وكان عظيم القدر عند عبد الملك فبينما هو يطوف بالبيت إذ بصر برملة بنت الزبير بن العوام فعشقها عشقا مبرحا شديدا ووقعت بقلبه وقوعا متمكنا فلما أراد عبد الملك القفول هم خالد بالتخلف عنه فوقع بقلب عبد الملك تهمة فبعث إليه فسأله عن أمره فقال يا أمير المؤمنين رملة بنت الزبير رأيتها تطوف بالبيت قد أذهلت عقلي ووالله ما أبديت لك ما بي حتى عيل صبري ولقد عرضت النوم على عيني فلم تقبله والسلو على قلبي فامتنع منه .
فأطال عبد الملك التعجب من ذلك وقال ما كنت أقول إن الهوى يستأثر مثلك .
فقال وإني لأشد تعجبا من تعجبك مني ولقد كنت أقول إن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس الشعراء والأعراب .
فأما الشعراء فإنهم ألزموا قلوبهم الفكر في النساء والغزل فمال طمعهم إلى النساء فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى فاستسلموا إليه منقادين .
وأما الأعراب فإن أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه عليه غير حبه لها ولا يشغله شيء عنه فضعفوا عن دفع الهوى فتمكن منهم .
وجملة أمري ما رأيت نظرة حالت بيني وبين الحزم وحسنت عندي