الفكرة فتولد عنها الشهوة وكل ذلك بعد باطن في القلب لم يظهر على الجوارح فإن استدركت الشهوة وإلا تولد منها الطلب فإن تداركت الطلب وإلا تولد منه الفعل .
فإن قال قائل كيف أقدر على دفع خطرات تخطر لا أملكها .
فالجواب أنها ما لم تكن عزما لا تضر غير أنه لا ينبغي أن تؤجر بالخوف ممن يعلم ماتخفي الصدور لتشاغل القلب بوظائف بعيدة تلهيه عن الأمر الذي خلق له ومتى كففت جوارحك ولم تعزم على الخطايا بقلبك فقد عفى لك عن الوسواس والخواطر فإذا زجرتها بالخوف فقد بالغت في النظافة .
أخبرنا ابن ناصر قال أنبأنا أبو بكر بن خلف قال أنبأنا محمد بن الحسين قال سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت جعفرا الخلدي يقول قال أبو العباس بن مسروق من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه