عن الناس فانتظرته حتى قطع صلاته ثم قلت له ما معك مؤنس قال بلى قلت وأين هو قال أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي .
فعلمت أن عنده معرفة .
فقلت أما معك زاد قال بلى قلت فأين هو قال الإخلاص لله D والتوحيد له والإقرار بنبيه A وإيمان صادق وتوكل واثق .
قلت هل لك في مرافقتي قال الرفيق يشغل عن الله ولا احب أن أرافق أحدا فأشتغل به عنه طرفة عين .
قلت اما تستوحش في هذه البرية وحدك فقال إن الأنس بالله قطع عني كل وحشة حتى لو كنت بين السباع ما خفتها ولا استوحشت منها .
قلت فمن أين تأكل فقال الذي غذاني في ظلم الأرحام صغيرا قد تكفل برزقي كبيرا .
قلت ففي أي وقت تجيئك الأسباب فقال لي جد معلوم ووقت مفهوم إذا احتجت إلى الطعام أصبته في أي موضع كنت وقد علم ما يصلحني وهو غير غافل عني .
قلت ألك حاجة قال نعم قلت وما هي قال إذا رأيتني فلا تكلمني ولا تعلم أحدا أنك تعرفني .
قلت لك ذاك فهل حاجة غيرها قال نعم قلت وما هي قال إن استطعت لا تنساني في دعائك وعند الشدائد إذا نزلت بك فافعل .
قلت كيف يدعو مثلي لمثلك وأنت أفضل مني خوفا وتوكلا قال لا تقل هذا إنك قد صليت لله D قبلي ولك حق الإسلام ومعرفة الإيمان .
قلت فإن لي أيضا حاجة قال وما هي قلت ادع الله لي فقال حجب الله طرفك عن كل معصية وألهم قلبك الفكر فيما يرضيه حتى لا يكون لك هم إلا هو