الباب الرابع عشر في النهي عن النظر إلى المردان ومجالستهم .
اعلم وفقك الله أن هذا الباب من أعظم أبواب الفتن قد أهمل كثير من الناس مراعاته فإن الشيطان إنما يدخل على العبد من حيث يمكنه الدخول إلى أن يدرجه إلى غاية ما يمكنه من الفتن فإنه لا يأتي إلى العابد فيحسن له الزنا في الأول وإنما يزين له النظر والعابد والعالم قد أغلقا على أنفسهما باب النظر إلى النساء الأجانب لبعد مصاحبتهن وامتناع مخالطتهن والصبي مخالط لهما فليحذر من فتنته فكم قد زل فيها قدم وكم قد حلت من عزم وقل من قارب هذه الفتنة إلا وقع فيها .
وعلى منهج الحذر مضى سلف هذه الأمة وبه أمر العلماء الأئمة .
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال حدثنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت قال أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا محمد بن العباس الخراز قال أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان إجازة وحدثناه عنه محمد بن عبد الله بن حريث الكاتب قال حدثني احمد بن هشام الحربي قال حدثنا علي بن داود المروزي وليس بالقنطري قال حدثنا عبد الرحمن بن وافد عن عمرو بن أزهر عن أبان عن أنس قال قال رسول الله A لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم مالا تشتاق إلى الجواري العواتق