قال فدخلت عليه إمرأة من الأعراب جميلة فلما رآها عطاء ظن أن لها حاجة فأوجز في صلاته ثم قال ألك حاجة قالت نعم قال ماهي قالت قم فأصب مني فإني قد ودقت ولابعل لي فقال إليك عني لاتحرقيني ونفسك بالنار .
ونظر إلى إمرأة جميلة فجعلت تراوده عن نفسه ويأبى إلا ما يريد قال فجعل عطاء يبكي ويقول ويحك إليك عني قال اشتد بكاؤه فلما نظرت المرأة إليه وما داخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه قال فجعل يبكي والمرأة بين يديه تبكي فبينما هو كذلك إذا جاء سليمان من حاجته فلما نظر إلى عطاء يبكي والمرأة بين يديه تبكي في ناحية البيت بكى لبكائهما لايدري ما أبكاهما وجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا كلما أتى رجل فرآهم يبكون جلس يبكي لبكائهم لايسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء وعلا الصوت فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت .
قال فقام القوم فدخلوا فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة قال وكان أسن منه .
قال ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما فلبثا بها ماشاء الله فبينا عطاء ذات ليلة نائم إذ استيقظ وهو يبكي فقال سليمان مايبكيك يا أخي قال فاشتد بكاؤه قال ما يبكيك يا أخي قال رؤيا