الدنيا فإنها تعرضك للعطب ثم قال من عرف الدنيا لم يطمئن إليها ومن أبصر ضررها أعد لها دواءها ومن عرف الآخرة ألح في طلبها ومن توهمها اشتاق إلى مافيها فهان عليه العمل .
ثم قال فكيف لو توهمت من يملكها ومن زخرفها ومن قال لها كوني فكانت وتزيني فتزينت والتشوق إلى مالكها أولى بقلوب المشتاقين وأطيب لعيش المستأنسين .
ثم قال قد أنسوا بربهم فالأمر فيما بينهم و بينه سليم صافوه بالعقول ودققوا له الفطن فسقاهم من كأس حبة شربة فظلوا في عطشهم أروياء و في ريهم عطاشا .
ثم قال يا هذا أتفهم ما أقول وإلا فلا تتبعني قلت بلى رحمك الله إني أفهم جميع ما قلت قال الحمد لله الذي فهمك قال ورأيت في وجهه السرور ثم قال خذ إليك نعم هم الذين لا يملون كاساته من تحفه فالحكمة إلى قلوبهم سائلة متواصلة لأنهم الأكياس الذين لم تدنسهم المطامع ولم تقطعهم عن الله عزوجل القواطع ليوث في تعززهم أغنياء في توكلهم أقوياء في تقلبهم قد قطعتهم الخشية وولهتهم الغربة نعيمهم اليقين وروحهم السكون ألين الخلق عريكة وأشده حياء وأشرفه مطلبا لا يركنون إلى الدنيا جزعا ولا يتطاولون ولا يتماوتون فهم صفوة الله عزوجل من خلقه و ضنائن من خالص عباده ثم قال لي أن القلوب