وفي أبيك هلكت لا أو تهلكوا معي قال فأخذت برأسه فجعلته على حجر وأخذت بحلقه أخنقه ثم قلت كيف أقدر على قتله و قد أخره الله عزوجل إلى يوم القيامة و لكن أرفق به فجعلت أتملقه وهو يأبى فقلت له دلني على ماينفعني فقال أدلك على السكر و الحملان والجوذابات والدنانير و الدراهم أن تكثر منها فقلت له ياملعون أنا أسألك أن تدلني على شيء ينفعني في أمر آخرتي تدلني على الدنيا و ما أصنع أنا بهذا و ما حاجتي إليه فقال من ههنا صار رأسي و حلقي في يدك تقلبه كيف شئت و تلعب به قلت أفدتني علما لا جرم أني لأرجو أن لا أنال منها شيئا إلا ما لا غنى بي عنه فقال إن تركتك فاصعد العقبة و سأستعين عليك بولد جنسك الذين زينت في أعينهم ما قبح في عينك فأجابوني إليه فبهم أستعين عليك فيأتوك من من مأمنك .
توفي أبو الحارث بطرسوس سنة سبع و تسعين و مائتين .
806 - أبو الخير التيناتي .
أصله من المغرب و سكن تينات و هي قرية من قرى أنطاكية و يقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليد و كان سبب ذلك أنه كان في جبال أنطاكية و حواليها يطلب المباح و ينام بين الجبال وأنه عاهد الله تعالى أن لا يأكل من ثمر الجبال إلا ما طرحته الريح فبقي أياما