كتابكم ولا نبي بعد نبيكم يا بن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا .
أبو عبيدة الناجي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول حادثوا هذا القلوب فإنها سريعة الدثور واقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة وإنها تنازع إلى شر غاية وإنكم إن لم تقاربوها لم تبق من أعمالكم شيئا فتصبروا وتشددوا فإنما هي ليال تعد وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب ولا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته .
عن أبي همام الكلاعي عن الحسن أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين فقال أفرحتم حمائمكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم تفرقوا فرق الله بين أعضائكم .
عاصر الحسن خلقا كثيرا من الصحابة فأرسل الحديث عن بعضهم وسمع من بعضهم وقد ذكرنا ذلك في كتاب أفردناه لمناقب الحسن وأخباره وهو نحو من عشرين جزءا فلذلك اكتفينا بما ذكرنا