براشا في كوخ يتعبد فيه فمرت بكوخه جارية من بنات الكبار من أبناء الدنيا كانت ربيت في قصور الملوك فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فعزمت على التجرد من الدنيا والأتصال بأبي شعيب .
فجاءت إليه وقالت أريد أن أكون خادمة فقال لها إن أردت ذلك فغيري هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النساك وحضرته فتزوجها .
فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت ما أنا مقيمة فيه حتى تخرج ما تحتك لأني سمعتك تقول إن الأرض تقول لإبن آدم تجعل اليوم بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني فما كنت لأجعل بيني وبينها حجابا .
فأخذ أبو شعيب الخصاف ورمى بها فمكثت معه سنين كثيرة يتعبدان أحسن عبادة وتوفيا على ذلك متعاونين .
قال المؤلف قد ذكرنا عن جوهرة العابدة مثل هذه الحكاية وهذا قد إتفق لهاتين المرأتين فلا نظن أن الحكايتين واحدة