أرض بيضاء نقية لم يسفك عليها دم ولا عمل عليها خطيئة ولا ارتكب فيها محرم .
قال الله تعالى ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ) .
وفي حديث ثوبان ان النبي A سئل أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات قال هم في الظلمة دون الجسر والجسر هو الصراط .
وفي حديث عائشة Bها عن النبي A أنهم على الصراط ذكر هذين الحديثين مسلم بن الحجاج .
فتفكر في هذا المجتمع وهذا الهول الأشنع والخطب الأقطع الأبشع وفيمن يضره ويشهده ويعانيه ويبصره وكيف يقومون على أقدامهم ويشخصون بأبصارهم وأنت معهم في ضيق مقام وطول قيام .
قد جمعوا جمع الدراهم في الصرة المشدودة والنبل في الكنانة المشحونة وقد انشقت السماء فوقهم وذابت عليهم وسالت على رؤوسهم وطاشت الألباب وذهلت الأوهام وتحيرت العقول وتلجلجت الألسن فلم يدر قائل ما يقول وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا وضعفت الحركات فلا تسمع للأقدام حسا فيالك من هول تنهد منه الجبال فكيف الرجال ويالك من خطب تنشق منه السماء فكيف الأحشاء .
فتفكر فيما يشق سمعك من ذلك وما يخلع قلبك من الروع الذي هنالك وكيف بك إذا رأيت الشمس قد كورت فذهب ضوؤها والنجوم قد طمست فمحي نورها وزالت عن مواضعها وفقدت في مطالعها وانتثرت على من تحتها وعلى من كان من سمتها واشتبك الناس بعضهم في بعض وتداخل الخلق بعضهم في بعض فصاروا كالفراش المبثوث وقامت الملائكة على أرجاء السماء وأحاطت بالخلائق من كل الأرجاء والناس حفاة عراة