ليس يبقى إلا الله وحده كما قال تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .
وقوله والملائكة الذين مع ربك فإنه قد جاء في بعض التفاسير في قوله تعالى ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) هو جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك وملك الموت ثم يؤمر ملك الموت أن يقبض روح جبريل ثم روح ميكائيل ثم روح إسرافيل ثم يؤمر ملك الموت أن يموت فيموت ولا يبقى إلا الذي له البقاء والعزة والكبرياء والملك الذي ألا يزول ولا يفنى تبارك وتعالى فينادي جل جلاله لمن الملك اليوم فلا يجيبه مجيب ومن ذا يجيبه ولم يبق موجود إلا الواحد المعبود فيجيب نفسه فيقول سبحانه لله الواحد القهار ثم يمكث الناس في البرزخ أربعين عاما ثم يحيى الله D إسرافيل فيأمره أن ينفخ النفخة الثانية فذلك قوله D ( فإذا هم قيام ينظرون ) قيام على أرجلهم ينظرون إلى ذلك الأمر العظيم والهول الجسيم .
واعلم رحمك الله أنك إن كنت ممن لا يشاهد هذه الصعقة العامة التي هي قيام الساعة فلا بد لك من أن تشاهد صعقة نفسك التي تخصك وهي صعقة موتك وخروج روحك ولا بد من إنشائك وتسويتك ورد روحك إلى جسدك وإخراجك من الأرض التي خلقت منها كما قال تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) وقال عز من قال ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) .
قال سبحانه وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في