ويروى أن النبي A لما نزل عليه ( أتى أمر الله ) وثب قائما فلما نزل قوله ( فلا تستعجلوه ) جلس قال بعض العلماء إنما وثب A خوفا منه أن تكون الساعة قد قامت وقال A بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ذكره مسلم بن الحجاج في كتابه .
وذكر أيضا عن النواس بن سمعان الكلابي عن النبي A وذكر خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وقتله الدجال ثم خروج يأجوج ومأجوج عليه ثم هلاكهم ثم ذكر ما يكون من بعد ذلك من البركات والخيرات قال فبينما هم كذلك إذ بعث الله تعالى ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة .
واعلم أن كل ميت مات فقد قامت قيامته لكنها قيامة صغرى وقيامة كبرى فالقيامة الصغرى هي ما يقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وفراق أهله وانقطاع سعيه وحصوله على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر والقيامة الكبرى هي التي تعم الناس وتأخذهم أخذة واحدة والدليل على أن كل ميت يموت فقد قامت قيامته قول النبي A لقوم من الأعراب وقد سألوه متى الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم ذكره مسلم بن الحجاج في كتابه .
والقيامة التي تعم الأرض إنما تأتيهم بغتة وتأخذهم على غفلة لما تقدم ولكنها تقوم في يوم الجمعة في غير شهر معروف ولا سنة معروفة .
والملك الذي وكل بهذه النفخة وجعل على يديه هذه الصعقة قد استعد لها وتهيأ لإمضائها