وحدثني أبو الطاهر السلفي نزيل الإسكندرية فيما أذن لي أن أحدث به عنه بإسناده إلى وهب بن منبه قال أصيب على قبر إبراهيم الخليل مكتوبا خلفه على حجر .
( ألهى جهولا أمله ... يموت من جاء أجله ) .
( وكيف يبقى آخر ... قد مات عنه أوله ) .
( ومن دنا من حتفه ... لم تغن عنه حيله ) .
ووقع في كتاب المجالسة لأبي بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري ووجد على قبره مكتوبا .
( يا أيها الناس كان لي أمل ... قصر بي عن بلوغه الأجل ) .
( فليتق الله ربه رجل ... أمكنه في حياته العمل ) .
( ما أنا وحدي نقلت حيث تروا ... كل إلى مثله سينتقل ) .
وعلى آخر مكتوبا .
( تناجيك أجداث وهن سكوت ... وسكانها تحت التراب خفوت ) .
( أيا جامع الدنيا لغير بلاغه ... لمن تجمع الدنيا وأنت تموت ) .
ووجد على آخر مكتوب .
( وقفت على الأحبة حين صفت ... قبورهم كأفراس الرهان ) .
( فلما أن بكيت وفاض دمعي ... رأت عيناي بينهم مكان ) .
ومما يذكر أنه وجد شعر قديم بالشام مكتوبا على قبر وقيل إنه على قصر من قصور اليمن .
( ماتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تمنعهم القلل ) .
( واستنزلوا بعد عز من معاقلهم ... وأنزلوا حفرة يا بئس ما نزلوا ) .
( ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا ... أين الأسرة والتيجان والحلل ) .
( أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل )