ويروى عن أنس بن مالك أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي فمرض فأتاه A يعوده فقعد عند رأسه فعرض عليه الإسلام فقال له أسلم فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده فقال له أبوه أطع أبا القاسم فأسلم فقام النبي وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه بي من النار .
ذكر هذا الحديث البخاري وأبو داود وغيرهما .
وينبغي أن لا يلح على الميت بتلقين الشهادتين قال ابن المبارك لقنوا الميت لا إله إلا الله فإن قالها فدعوه ولأنه يخاف عليه إذا ألح عليه بها أن يبرم ويضجر ويثقلها الشيطان عليه فيكون ذلك سببا لسوء الخاتمة .
ذكر أبو بكر الدينوري في كتاب المجالسة عن الحسن بن عيسى قال لما حضرت ابن المبارك الوفاة قال لنصر مولاه أجعل رأسي على التراب قال فبكى نصر فقال ما يبكيك قال ذكرت ما كنت فيه من النعيم وأنت هذا تموت فقيرا غريبا فقال اسكت فإني سألت الله أن يحييني حياة السعداء ويميتني ميتة الفقراء ثم قال لقني الشهادة ولا تعد علي إلا أن أتكلم بكلام ثان .
والمقصود أن يموت الرجل ولا يكون في قلبه إلا الله وحده لأن المدار على القلب وعمل القلب هو الذي ينظر فيه وتكون النجاة بسببه وأما حركة اللسان دون أن تكون ترجمة عما في القلب فلا فائدة فيها ولا خير عندها .
وأما حسن الظن بالله تعالى عند الموت فواجب قال E لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى ذكره مسلم .
وقال عبد الله بن مسعود والذي لا إله غيره لا يحسن أحدكم الظن بالله إلا أعطاه الله ظنه وذلك أن الخير بيده .
وقال عبد الله بن عباس إذا رأيتم الرجل قد نزل به الموت فبشروه حتى يلقى ربه وهو حسن الظن بالله تعالى وإذا كان حيا فخوفوه بربه واذكروا له شدة عقابه