ولما حضرت الوفاة أحمد بن خضرويه سئل عن مسألة فقال يا بني باب أدقه منذ خمس وسبعين سنة وها هو ذا يفتح لي الساعة ولا أدري بما يفتح لي بالسعادة أم بالشقاوة فآن لي أوان الجواب .
ويروى عن مالك بن دينار أنه دخل على جار له وقد نزل به الموت فقال له الرجل يا مالك إني أرى جبلين من نار وأنا أكلف الصعود عليهما قال مالك فسألت امرأته عن حاله فقالت كان له مكيالان يأخذ بأحدهما ويعطي بالآخر قال فدعوت بهما فضربت أحدهما بالآخر فكسرتهما ثم قلت له ما ترى قال ما أرى الأمر يزداد إلا شدة .
وروى أن رجلا نزل به الموت وعند رأسه صندوق فيه مال فجعل يشير إليه ويقول النار في الصندوق النار في الصندوق .
ويروى أن طلحة بن عبيد الله القرشي عاد مريضا فوجده في الموت فسمع صوتا وهو يقول .
( ناد رب الدار ذا المال الذي ... جمع المال بحرص ما فعل ) .
فأجابه آخر .
( كان في دار سواها نائما ... عللته بالمنى ثم انتقل ) .
ويروى أنه ما من ميت يموت إلا ويكلمه ملكاه اللذان يكتبان عمله في الدنيا فإن كان مطيعا قالا له جزاك الله من صاحب خيرا فرب كلام حسن قد أسمعتناه ورب مجلس خير قد أجلستناه ورب عمل صالح قد أحضرتناه فنحن لك اليوم على ما تحب .
وإن كان فاجرا قالا له جزاك الله من صاحب شرا فرب كلام قبيح قد أسمعتناه ورب مجلس سوء قد أجلستناه ورب عمل سوء قد أحضرتناه فنحن لك اليوم على ما تكره