لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه وعقوبته كره لقاء الله فكره الله لقاءه .
ذكره مسلم بن الحجاج .
وقال البخاري في هذا الحديث ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه .
ورجل أخر هو من القليل قليل قد عرف الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وشاهد ما شاهد من كمال الربوبية وجمال الحضرة الإلهية فملأت عينه وقلبه وأطاشت عقله ولبه فهو يحن إلى ذلك المشهد ويحوم على ذلك المورد ويستعجل إنجاز ذلك الموعد وقد علم أن الحياة حجاب بينه وبين محبوبه وستر مسدل بينه وبين مطلوبه وباب مغلق يمنعه من الوصول إلى مرغوبه .
فلو أصاب سبيلا إلى هتك ذلك الحجاب هتكه أو رفع ذلك الستر رفعه أو كسر ذلك الباب حطمه وكسره فعذابه في الحياة وراحته في الممات .
كما يروى أن حذيفة بن اليمان Bه لما نزل به الموت قال حبيب جاء على فاقة .
وقد قيل إن الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب .
وأنشد بعضهم .
( يا حبذا الموت وأهواله ... وسكرة منه تلي سكره ) .
( وزفرة في أثرها زفرة ... كأنها في كبدي جمره ) .
( وروعة تقطع مني الحشا ... كأنها في أضلعي شفره ) .
( يا حبذا يا حبذا كل ما ... لاقيت من ضر ومن عسره ) .
( أهون به ثمت أهون به ... ولو غدا مثل الحصى كثره )