علما من غير تعلم ويفطنه من غير تجربة وقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا قيل نورا يفرق به بين الحق والباطل ويخرج به من الشبهات ولذلك كان A يكثر في دعائه من سؤال النور فقال A اللهم أعطني نورا وزدني نورا واجعل لي في قلبي نورا وفي قبري نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا حتى قال في شعري وفي بشري وفي لحمي ودمي وعظامي // حديث اللهم أعطني نورا وزدني نورا الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس // متفق عليه // وسئل A عن قول الله تعالى أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ما هذا الشرح فقال هو التوسعة إن النور إذا قذف به في القلب اتسع له الصدر وانشرح // حديث سئل عن قوله تعالى أفمن شرح الله صدر للإسلام الحديث وفي المستدرك من حديث ابن مسعود وقد تقدم في العلم وقال A لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل // متفق عليه // // حديث اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل قاله لابن عباس متفق عليه من حديث ابن عباس دون قوله وعلمه التأويل فأخرجه بهذه الزيادة أحمد وابن حبان والحاكم وصححه وقد تقدم في العلم وقال علي Bه ما عندنا شيء أسره النبي A إلينا إلا أن يؤتي الله تعالى عبدا فهما في كتابه وليس هذا بالتعلم // حديث علي ما عندنا شيء أسره إلينا رسول الله A إلا أن يؤتي الله عبدا فهما في كتابه تقدم في آداب تلاوة القرآن وقيل في تفسير قوله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء إنه الفهم في كتاب الله وقال تعالى ففهمناها سليمان خص ما انكشف باسم الفهم وكان أبو الدرداء يقول المؤمن من ينظر بنور الله من وراء ستر رقيق والله إنه للحق يقذفه الله في قلوبهم ويجريه على ألسنتهم وقال بعض السلف ظن المؤمن كهانة .
وقال A أتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى // حديث أتقوا فراسة المؤمن الحديث أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد وقد تقدم // أخرجه الترمذي // وإليه يشير قوله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين وقوله تعالى قد بينا الآيات لقوم يوقنون وروى الحسن عن رسول الله A أنه قال العلم علمان فعلم باطن في القلب فذلك هو العلم النافع // حديث العلم علمان الحديث تقدم في العلم وسئل بعض العلماء عن العلم الباطن ما هو فقال هو سر من أسرار الله تعالى يقذفه الله تعالى في قلوب أحبابه لم يطلع عليه ملكا ولا بشرا وقد قال A إن من أمتي محدثين ومعلمين ومكلمين وإن عمر منهم // أخرجه البخاري ومسلم // حديث إن من أمتي محدثين ومكلمين وأن عمر منهم أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر ورواه مسلم من حديث عائشة وقرأ ابن عباس Bهما وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث يعني الصديقين والمحدث هو الملهم والملهم هو الذي انكشف له في باطن قلبه من جهة الداخل لا من جهة المحسوسات الخارجة .
والقرآن مصرح بأن التقوى مفتاح الهداية والكشف وذلك علم من غير تعلم وقال الله تعالى وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون خصصها بهم وقال تعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين وكان أبو يزيد وغيره يقول ليس العالم الذي يحفظ من كتاب فإذا نسي ما حفظه صار جاهلا إنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه أي وقت شاء بلا حفظ ولا درس وهذا هو العلم الرباني وإليه الإشارة بقوله تعالى وعلمناه من لدنا علما مع أن كل علم من لدنه ولكن بعضها بوسائط تعليم الخلق فلا يسمى ذلك علما لدنيا بل اللدني الذي ينفتح في سر القلب من غير سبب مألوف من خارج فهذه شواهد النقل ولو جمع كل ما ورد فيه من الآيات والأخبار والآثار لخرج عن الحصر .
وأما مشاهدة ذلك بالتجارب فذلك أيضا خارج عن الحصر وظهر ذلك على الصحابة والتابعين ومن بعدهم وقال أبو بكر الصديق Bه لعائشة Bها عند موته إنما هما أخواك وأختاك وكانت زوجته