فلم يكن في معناها فبقى على أصل الإباحة قياسا على أصوات الطيور وغيرها بل أقول سماع الاوتار ممن يضربها على غير وزن متناسب مستلذ حرام أيضا .
وبهذا يتبين انه ليست العلة في تحريمها مجرد اللذة الطيبة بل القياس تحليل الطيبات كلها إلا ما في تحليله فساد .
قال الله تعالى قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق فهذه الأصوات لا تحرم من حيث إنها أصوات موزونة وإنما تحرم بعارض آخر .
كما سيأتي في العوارض المحرمة .
الدرجة الثالثة الموزون والمفهوم وهو الشعر وذلك لا يخرج إلا من حنجرة الإنسان فيقطع بإباحة ذلك لأنه ما زاد إلا كونه مفهوما والكلام المفهوم غير حرام والصوت الطيب الموزون غير حرام فإذا لم يحرم الآحاد فمن أين يحرم المجموع نعم ينظ فيما يفهم منه فإن كان فيه أمر محظور حرم نثره ونظمه وحرم النطق به سواء كان بألحان أو لم يكن والحق فيه ما قاله الشافعي C إذ قال الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح .
ومهما جاز إنشاد الشعر بغير صوت وألحان جاز إنشاده مع الألحان .
فإن أفراد المباحات إذا اجتمعت كان ذلك المجموع مباحا .
ومهما انضم مباح إلى مباح لم يحرم إلا إذا تضمن المجموع محظورا لا تتضمنه الآحاد .
ولا محظور ههنا وكيف ينكر إنشاد الشعر وقد أنشد بين يدي رسول الله A // حديث إنشاد الشعر بين يدي رسول الله A متفق عليه من حديث أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت انشد وفيه من هو خير منك الحديث ولمسلم من حديث عائشة إنشاد حسان .
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء القصيدة وإنشاد حسان أيضا .
وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد وللبخاري إنشاد ابن رواحة .
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع الأبيات // .
وقال A إن من الشعر لحكمة // حديث إن من الشعر لحكمة رواه البخاري من حديث أبي بن كعب وتقدم في العلم // .
وأنشدت عائشة Bها .
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الاجرب .
وروي في الصحيحين عن عائشة Bها أنها قالت لما قدم رسول الله A المدينة وعك أبو بكر وبلال Bهما وكان بها وباء فقلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك فكان أبو بكر Bه إذا أخذته الحمى يقول .
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله .
وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول .
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل .
وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل .
قالت عائشة Bها فأخبرت بذلك رسول الله A فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد // حديث عائشة في الصحيحين لما قدم رسول الله A المدينة وعك أبو بكر وبلال الحديث وفيه إنشاد أبي بكر .
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله وإنشاد بلال .
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل .
وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل قلت هو في الصحيحين كما ذكر المصنف لكن أصل الحديث والشعر عند البخاري فقط ليس عند مسلم // .
وقد كان رسول الله A ينقل اللبن مع القوم في بناء المسجد وهو يقول