المعرفة رابطة ولا بعد الخلة درجة وما سواهما من الدرجات بينهما .
وقد ذكرنا حق الصحبة و الأخوة ويدخل فيهما ما وراءهما من المحبة و الخلة وإنما تتفاوت الرتب في تلك الحقوق كما سبق بحسب تفاوت المحبة و الأخوة حتى ينتهي أقصاها إلى أن يوجب الإيثار بالنفس و المال كما آثر أبو بكر Bه نبينا A وكما آثره طلحة ببدنه إذ جعل نفسه وقاية لشخصه العزيز A فنحر الآن نريد أن نذكر حق أخوة الإسلام وحق الرحم وحق الوالدين وحق الجوار وحق الملك أعني ملك اليمين فإن ملك النكاح قد ذكرنا حقوقه في كتاب آداب النكاح حقوق المسلم .
هي أن تسلم عليه إذا لقيته وتجيبه إذا دعاك وتشمته إذا عطس وتعوده إذا مرض وتشهد جنازته إذا مات وتبر قسمه إذا أقسم عليك وتنصح له إذا استنصحك وتحفظه بظهر الغيب إذا غاب عنك وتحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك // هو أن يسلم عليه إذا لقيه فذكر عشر خصال أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس وفي رواية لمسلم حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته تسلم عليه وزاد وإذا استنصحك فانصح له وللترمذي وابن ماجه من حديث علي للمسلم على المسلم ست فذكر منها ويحب له ما يحب لنفسه و قال وينصح له إذا غاب أو شهد ولأحمد من حديث معاذ وان تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وفي الصحيحين من حديث والبراء أمرنا رسول الله A بسبع فذكر منها وابرار القسم ونصر الظلوم // .
ورد جميع ذلك في إخبار وآثار .
وقد روى انس Bه عن رسول الله A أنه قال أربع من حق المسلمين عليك أن تعين محسنهم وان تستغفر لمذنبهم وأن تدعو لمدبرهم وان تحب تائبهم // حديث انس أربع من حقوق المسلمين عليك أن تعين محسنهم وان تستغفر لمذنبهم وأن تدعو لمدبرهم وان تحب تائبهم ذكره صاحب الفردوس ولم أجد له إسنادا // .
و قال ابن عباس Bهما في معنى قوله تعالى رحماء بينهم قال يدعو صالحهم لطالحهم وطالحهم لصالحهم فإذا نظر الطالح إلى الصالح من أمة محمد A قال اللهم بارك له فيما قسمت له من الخير وثبته عليه وانفعنا به إذا نظر الصالح إلى الطالح قال اللهم اهده وتب عليه واغفر له عثرته .
ومنها أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه قال النعمان بن بشير سمعت رسول الله A يقول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى و السهر // حديث النعمان بن بشير مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الحديث متفق عليه // .
وروى أبو موسى عنه A انه قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا // حديث أبي موسى المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا متفق عليه // .
ومنها أن لا يؤذي أحدا من المسلمين بفعل ولا قول قال A المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده // حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو // .
وقال A في حديث طويل يأمر فيه بالفضائل فإن لم تقدر فدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدقت بها على نفسك // حديث فإن لم تقدر فدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك متفق عليه من حديث أبي ذر // .
و قال أيضا أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده // حديث أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده متفق عليه من حديث أبي موسى // .
و قال A أتدرون من المسلم فقالوا الله ورسوله أعلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قالوا فمن المؤمن قال من أمنه المؤمنين على أنفسهم وأموالهم قالوا فمن المهاجر قال من هجر السوء واجتنبه // حديث اتدرون من المسلم قالوا الله ورسوله اعلم قال المسلم من سلم من لسانه ويده أخرجه الطبراني و الحاكم وصححه من حديث فضالة بن عبيد إلا أخبركم بالمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وانفسهم و المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب ورواه ابن ماجه مقتصرا على المؤمن و المهاجر و للحاكم من حديث انس قال على شرط مسلم و المهاجر من هجر السوء ولأحمد بإسناد صحيح من حديث عمر بن عبسة قال رجل يا رسول الله ما الإسلام قال أن تسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك // .
و قال رجل يا رسول الله ما الإسلام