لا يحب المعتدين قيل معناه التكلف للأسجاع والأولى أن لا يجاوز الدعوات المأثورة فإنه قد يعتدى في دعائه فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته فما كل أحد يحسن الدعاء ولذلك روي عن معاذ Bه إن العلماء يحتاج إليهم في الجنة إذ يقال لأهل الجنة تمنوا فلا يدرون كيف يتمنون حتى يتعلموا من العلماء وقد قال A إياكم والسجع في الدعاء حسب أحدكم أن يقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل // حديث إياكم والسجع في الدعاء بحسب أحدكم أن يقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل غريب بهذا السياق وللبخاري عن ابن عباس وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت أصحاب رسول الله A لا يفعلون إلا ذلك وابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد من حديث عائشة عليك بالكوامل وفيه وأسألك الجنة إلى آخره // وفي الخبر سيأتي قوم يعتدون في الدعاء والطهور ومر بعض السلف بقاص يدعو بسجع فقال له أعلى الله تبالغ أشهد لقد رأيت حبيبا العجمي يدعو وما يزيد على قوله اللهم اجعلنا جيدين اللهم لا تفضحنا يوم القيامة اللهم وفقنا للخير والناس يدعون من كل ناحية وراءه وكان يعرف بركة دعائه .
وقال بعضهم ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق .
ويقال إن العلماء الأبدال لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات فما دونها ويشهد له آخر سورة البقرة فإن الله تعالى لم يخبر في موضع من أدعية عبادة أكثر من ذلك .
واعلم أن المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام فإن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة وإلا ففي الأدعية المأثورة عن رسول الله A كلمات متوازنة لكنها غير متكلفة كقوله A أسألك الأمن من يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد // حديث أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد أخرجه الترمذي من حديث ابن عباس سمعت رسول الله A يقول ليلة حين فرغ من صلاته فذكر حديثا طويلا مع جملته هذا وقال حديث غريب انتهى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيىء الحفظ // وأمثال ذلك فليقتصر على المأثور من الدعوات أو ليلتمس بلسان التضرع والخشوع من غير سجع وتكلف فالتضرع هو المحبوب عند الله D .
السادس التضرع والخشوع والرغبة والرهبة قال الله تعالى إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وقال D ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال A إذا أحب الله عبدا ابتلاه حتى يسمع تضرعه // حديث إذا أحب الله عبدا ابتلاه حتى يسمع تضرعه أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس إذا أحب الله عبدا صب عليه البلاء صبا الحديث وفيه دعه فإني أحب أن أسمع صوته وللطبراني من حديث أبي أمامة إن الله يقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء الحديث وفيه فإني أحب أن أسمع صوته وسندهما ضعيف // .
السابع أن يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه .
قال رسول الله A لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له // حديث لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له متفق عليه من حديث أبي هريرة // وقال رسول الله A إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء // حديث إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أخرجه ابن حبان من حديث أبي هريرة // وقال A ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله D لا يستجيب دعاء من قلب غافل // حديث ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة وقال غريب والحاكم وقال مستقيم الإسناد وتفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة قلت لكنه ضعيف في الحديث // وقال سفيان بن عيينة لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فإن الله D أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين .
الثامن أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثا قال ابن مسعود